الموضوع كله بدأ بحوار..حوار مع نفسه..أو مع الشبح اللي عايش جواه,حوار مع غيره.. اللي حبهم واللي كرههم, كان بيكلم ويسمع أي كائن يقابله, أو ميقابلوش, بيصدق كل اللي بيسمعه, مش ثقة في صدق الكلام.. لكن عشان كان بيدور على سبب لوجود كل شيء بيحصل حواليه, حتى لو الشيء ده كلمتين سمعهم ومتأكد انهم تأليف.. أكيد ليهم سبب, أو هدف.
المشكلة مش في كل ده, اللي أزعجه انه كل ما يرجع آخر اليوم لعزلته ويفكر, ميلاقيش حاجة..بيلاقي فراغ, بيلاقي ولا حاجة..عالم فاضي من جوا هو نفسه مش موجود فيه, حاسس انه بيتفرج عليه من برا وبيحاول يضيف حاجات للعالم ده لكن بيفشل.. بس هو حاسس انه كان جوا قبل كده. ميعرفش.
مرحلة تانية.. حواره كان بينه وبين اشباح, لسه بيعرف ينطق, لكن بينطق كلام هو مش فاهمه, كلام ميعرفش إذا كان هو فعلا اللي بيقوله, ولا كائن مرافقه في كل مكان بيسمع ويسجل ويكتب اللي بيشوفه وبيسمعه, ناس فاهماه وناس شايفة معنى لكلامه وهم دول سبب استمراره, لكن ناس قليلة حاولت توصل لسبب كلامه, وناس قليلين "جدا" اللي قربوا من مصدر كلامه جواه.. بس لقوا حاجز مانعهم ومخبي المصدر.. سألوه عن الحاجز ده قالهم معرفش مين اللي بناه ولا امتا اتبنى.. بس هو عارف الظروف اللي اتبنى فيها.
مش سعيد ومش حزين, بيكره البحث عن السعادة والبحث عن الحزن, مش شايف ان حاجة منهم غاية, مفيش انسان متحكم في حاجة في دول, فقط الراحة هي الأمل الوحيد اللي بيدور عليه وتقريبا فقده كليًا, فقد الأمل مش الراحة**.
مشاعره متباعدة جدا, بيحب اوي وبيكره أوي, بيعرف يتكلم كلام يريح غيره, بس بيتعبه هو أكتر, في نوع معين من الشخصيات بيعرف في لحظة يدخل جواهم ويدور ويبحث ويكلمهم بالكلام اللي هم مش عارفين ينطقوه, لدرجة انه تمكن من الكلام ده من غير حتى ما يدخل جواهم.. حفظهم خلاص, مش موهبة, ومتعلمهاش, ولا حتى هو فخور بـ ده, لأنه في يوم ما أذى ناس بسبب ده, وفي معظم الأيام كان بيأذي نفسه بسبب ده.
كل مقومات القوة سببتله ضعف.. صوته دايما كان واطي, لكن صوت عقله أعلى.. لكن مش مسموع! جايز يكون مش مفهوم.. أو صوت عالي لكن واصله هو بس.. مقدرش يحدد, دايما كان بيفرح ظاهريا بفهمه لمعظم الي بيحصل حواليه, وكانت مرحلة سعيدة بس مطولتش, اللي مطولش مش فهمه للي حواليه لأ هو لسه بيفهم, لكن اللي مطولش السعادة بوجود الفهم ده.
كتير اوي الناس اللي حواليه صنعوله السعادة وقدموهاله, لكنهم كانوا بيغطوا بيها هموم..مش بيقتلوها.. هو فقد الأمل في معرفة ما وراء الحواجز اللي جواه لكنه عنده لسه أمل يهدم الحواجز دي على اللي وراها.. ومش هامه يعرف لكن هامه يهدمها.. شاف الحياة في يوم رسالة تتساب في وقت من الأوقات, مجرد مالرسالة توصل صاحبها بيرتاح, في ناس رسالتها وصلت بعد ما ماتوا بكتير, وفي ناس رسالتها موصلتش واتدفنت معاهم,,
عايش بيحاول يرسم لوحة من يوم ما ابتدى يفكر, فضل فترة كبيرة سايب اللوحة فاضية, ابتدى يلون فيها على طول.. محبش يرسم قبل ما يلون, الألوان معاني.. واحدة واحدة ابتدت تبوظ منه لكن شاف في العك اللي عكه فيها بعض المعاني اللي مكانش واخد باله منها, ابتدى يستغلها ويكمل عليها.. يمكن اشتكى ف يوم ان اللوحة ورقها مش حلو, والالوان مش بتلون حلو, لكن الألوان عادية واللوحة سليمة.. كل ماللوحة تبوظ أكتر كل ما يشوف فيها ألوان جديدة ومعاني جديدة.. بيحس ف أيام ان اللوحة دي لازم تتقطع ومتكملش.. لكن معندوش لوحة تانية يبتديها من الأول.
كل اللي مكتوب فوق ده كلمات نطقها في لحظات عزلة جديدة, لكن برضو ميعرفش مين اللي قالها, ومش فاهم معناها, ومش عايز يفهم, كتب ورق كتير زيها وقطعه ورماه, لكنه قرر يحتفظ ب دي, عشان فيها بعض الألوان..والألوان معاني.
المشاعر اللي بيحملها لكل انسان قرأ الكلمات دي هي مشاعر شكر.. ومشاعر أسف.
امضـــاء: مجهول.