Monday 3 September 2012

الغيوم ربما تصنع السعادة


صوت خافت اخترق نافذتها المغلقة.. 
صوت أيقظها من النوم.. نعم هو الصوت الذي تعشقه.. 
استيقظت لتتأكد أنه هو..
وكلما اقتربت من النافذة زاد احساسها أنه هو.. 
وبالفعل كان هو في انتظارها وينادي لها..
لا هو ليس حبيبها وإنما هو العشق الأبدي لها منذ أن وجدت في هذه الدنيا..
..... المـطر!

تطلعت إلى المرآة فوجدت شكلها ليس لائق بالمرة.. 
لم تكترث وارتدت فستانها المفضل وانطلقت مسرعة نحو الباب.. 
كان نور الصباح ما زال في بدايته.. 
أمها شعرت بخطواتها وهي في اتجاهها للخروج من المنزل.. 
لكنها تعرف قمة سعادتها بما هي ذاهبة إليه.
ها قد حل الشتاء وها هي أول مرة تأتي أمطار هذا الشتاء.. 
ف جعلت دقات خطواتها تعزف لحنا هادئا مع صوت المطر.. 
وصلت.. وجدت كل من بالشارع يسرع بالاختباء في الظل حتى لا يبتل..
هي أول أمطار هذا الموسم والجميع لم يتوقع فالكل مهرول في الشارع وهي تسير عكس اتجاههم.. إلى منتصف الشارع بالضبط.. 
لترسم أحد المشاهد التي تصف حياتها في لوحة جميلة.. 
أرض صلبة تتمكن من الوقوف عليها بثبات.. تشعرها بالأمان..
تمتلك قدرة على التمايل والرقص بدون أي لحن.. 
ف أحلامها أجمل لحن.. وحياتها ترسم السعادة في أنغام متفرقة..
خائفة؟ نعم هي خائفة لكنها تخاف من أشياء تستدعي الخوف.. 
تخاف من أن تدمر حياتها أشياء خارج إرادتها.. لكنها واثقة من أنها تحكم السيطرة على سعادتها.. بالضبط كما المطر.. ف هي تخاف ان يزداد فيغمر الشارع ولا تستطيع الوقوف من جديد فيه.. 
تحبه؟ نعم تعشقه.. 
تعيش سعيدة لا تتوقف حياتها عند غيابه.. لأن مفتاح سعادتها..
قلبها هي. المطر هذا أم حبيبها؟ لا يهم.. فالمهم وجود طاقة الحب تلك ووجود مهارتها في جعلها دائما طاقة سعادة. 
هي لا تفكر كثيرا.. 
تبحث عن ما يسعدها وتريده وتذهب إليه عندما ترى أطرافه..
وتترك كل ما يحزنها بدون أدنى اهتمام له.. أو تحزن له لكن لا تترك الحزن يتمكن منها..
ف هي حياة واحدة.. ستترك فيها بصمة سعادة كبيرة على عيون كل الغرباء والأصدقاء الذين رأوها دائما.. 
سعيدة.

1 comment: