Sunday 1 January 2012

اغتيال حلم


صحي من النوم.. بص حواليه شاف كل حاجة زي ما هيا .. روتين قاتل .. يوم جديد لكنه عارف على الاقل يومه متبرمج هيمشي ازاي .. مع ايمانه بربنا ودعاؤه كل يوم وهو بيصلي ان ربنا يوقف في طريقه الحاجة اللي تغير الروتين ده.. نازل شغله اللي استقر فيه من فترة بعد تنقلات كتيرة من هنا لهناك لهنا .. هناك اللي معجبوش عشان المعاملة.. وهناك اللي معجبوش عشان الفلوس.. وهناك اللي معجبوش عشان مسافة كبيرة.. لكن نقدر نقول انه اقنع نفسه انه هنا مرتاح .. 
مرتاح عشان بياخد فلوس مرضية, بيلحق يقعد مع والدته يحكيلها, وغير كده بيحب يتفرج على الناس اللي بيزوروا المطعم اللي هوا شغال فيه.. كان نفسه ف يوم من الايام يكون مكانهم.. هو كان سهل يكون مكانهم.. بس الظروف, وممكن يبقى زيهم ف يوم من الايام, بس برضو لو الظروف.. ليه اصدقاء.. بس معظمهم اللي اكبر منه والباقي هو بيتعب اكتر منهم عشان يلاقي لقمة ياكلها.. 
ييجي يوم واحد من اللي بيخدموا الزباين مباشرة في المطعم يغيب ف المدير يخليه ينزل الشغل مكانه ف بيفرح جدا.. عشان هيتعامل مع الناس اللي نفسه يكون زيهم دول.. بيحبهم, وعنده امكانية تخلي الناس كلها تحبه.. بس كل ما يظهروله حبهم ليه بيوجعوه من غير ما يقصدوا! 
لسه للأسف عنده بقايا كرامة.. على قد ما بيفرح بمساعدة الناس ليه ومراعاة لظروفه على قد ما بيتوجع من جواه وبيقول انا المفروض مكاني ميكونش هنا, وحبهم ليه بياخده بمنطق انه عطف وشفقة منهم مش عشان هما بيحبوه فعلا.. بقايا الكرامة اللي عنده متعلمهاش في المدارس زينا.. ولا شاف معناها ف معاني المفردات في كتاب القراءة زينا.. بس اتداس عليها ب ميت جزمة ولسه صاحية وبتوجعه وبيحس بيها لما يتداس عليها مماتتش .. برافو عليك يا حبيبي.. ما شاء الله عليك مفتّح وناصح.. ركز بقى في شغلانتك دي بكرة تبقى صاحب ملك.. شوفيلي معاكي فكة يا مُنى! 
طبعا كلكم دلوقتي بتفكروا اني بتكلم على عامل غلبان وفشل ف حياته او الظروف غلبته ف خلته في الحالة دي .. هو عامل اه .. بس الظروف خلته عامل بس عامل عنده عشر سنين! 
بيتقتل من جوا .. بس لما امه بتفرح بالفلوس بينسى كل حاجة وجعاه وقلبه يرتاح اول ما امه تدعيله .. و مبيفكرش قبل ماينام زي ماحنا بنفكر لأنه مبيبقاش قادر بعد مجهود طول اليوم ده بيروح في النوم على طول .. وبيدخل في اليوم اللي بعده .. ويعيش على أمل انه يقع ف طريقه واحد يغير مسار حياته.. نفسه يدخل مدرسة.. نفسه كل الصداع اللي يكون شاغله مادة هيذاكرها مش واحد هيجامله او يشتغلله شغلانة زيادة عشان يزودله اليومية! كرامته بتتداس عليها يوم بعد يوم.. والمعاني القليلة اللي لسه عايشة جواه بتموت يوم ورا التاني.. 
يا ييجي حد يصحيه ويعرفه الطريق, يا يقتل هو بنفسه اللي بيوجعه جواه .. او مثلا يسيب الزمن يقتله .. بس لما ييجي الوقت اللي بلده فيه هتدهسه ومتحطوش في الاعتبار.. ساعتها الناس هتقول ماهو يستاهل.. وعلى فكرة انا مبتكلمش على مصر! انا بتكلم على ان الناس فعلاً .. نسيوا الآدمية !