Friday 30 March 2012

وقفة!


أصابعي ترتعش وأنا اكتبها, ولا أعلم من أين جمعت القوة لكتابتها..
 حتما سأخطئ كثيرا الآن وأنا اكتب..
 لا يهم, ف منذ متى لا تخطئ أيها الحقير؟ لماذا تكتب أساسًا؟
 هل نظراتها هي التي قتلتك؟
 لا ليست هي, إنها بقايا الانسان المتبقية داخلك هي التي تقتلك..
 صفعة وراء الثانية وأنت لا تفهم..
 هي ربما أعطتك رصاصة الرحمة بنظراتها..
ماذا تكتب؟ ما هذا الهراء؟ أتظنها ستسامحك إذا أريتها ما تكتبه هذا؟
ستبصق عليك.. نعم هي تُحِبُّك لكنها ستبصق عليك لأنك أذيتها..
حتى لن تضيع وقتها لتهتم بذلك.. 
فهي تعلم جيدا كيف يقتلك هذا "الانسان" الذي بداخلك.. الانسان الذي أحبته.
أما أنت؟
أنت تساوي أي حقير تحدث عنها بأي لفظ هي لا تهتم حتى لسماعه..
أي نعم.. أنت حقير!
وأقولها إليك بكل هدوء وكل صدق وليست هي لحظة غضب أو شيء من هذا القبيل..
عليك تقبل هذه الحقيقة لأنني أعرفك حق المعرفة وأعي تماما ما فعلته أنت..
بالمناسبة, هذه ليست أول مرة.. وأظنك تعلم جيدا ما أقول..
لكنك تتظاهر بأنك تعلمت من المرة السابقة..
أو ربما تدّعي النسيان.. ببساطة لأنك نكرة ولا تساوي شيئا .. لا لي ولا لها.
لا تكف أنت عن الحديث معي وتشكو لي مرارا وتكرارا من نفسك..
وأساندك أمام اصدقاءك وأحبائك المقربين.. وتساعدهم واساعدك في ذلك.. 
تهرب من مشاكلك دائما معهم.. وأتجاهل ذلك واتركك على أمل انك تنتظر اللحظة المناسبة
لكن عندما تأتي إلى هذه النقطة اسمحلي ان أوقفك هنا..
وإن لم تسمح, سأوقفك رُغمًا عنك.. أجُنِنت؟
أذيت نفسك ولم أتحرك فقط نبهتك..
 أذيت الكثيرين من حولك ولم أتحرك ونبهتك وحذرتك.. 
ثم تؤذيني أنا؟ نعم هي أنا! أنت خير من يقول ذلك إن تتذكر..
فأنت تعلم من أنا وتعلم من هي.. 
قلبها هذا الذي في يدي.. لماذا تلهو معه وانت لا تعي قيمته؟ 
لا .. لن أسمح لك بذلك.. 
لن أسمعك مرة أخرى..وقتما تستحق فعلا أن استمع اليك سأفعل.
ولن أعتذر لك.. فأنت تعلم جيدا حقيقة ما تقول.. 
اذهب ودعني أعيش. دعني أحفظها لك. 
لأنك لا تستحقها.. 
أتذكر عندما قلت أنك تخاف ربما أنها تكون "كثير عليك" ولا تستحقها؟ نعم كنت أنا من أحدثك. 
 لا تظن أنك بكلمات مثل هذه ستجعلها تغفر لك ما قلت.. لا أظنها ستغفره لك أبدا لأنك لن تدرك أن الكلمة ليست بتلك البساطة.. فأنت كائن مجوف.. سأعيش أنا وتعيش هي.. رغما عنك, ولن أتحدث أكثر من ذلك سأكتفي بالفعل. 

امضاء: أنا. 

Monday 19 March 2012

تَخَبُّطْ

الموضوع كله بدأ بحوار..حوار مع نفسه..أو مع الشبح اللي عايش جواه,حوار مع غيره.. اللي حبهم واللي كرههم, كان بيكلم ويسمع أي كائن يقابله, أو ميقابلوش, بيصدق كل اللي بيسمعه, مش ثقة في صدق الكلام.. لكن عشان كان بيدور على سبب لوجود كل شيء بيحصل حواليه, حتى لو الشيء ده كلمتين سمعهم ومتأكد انهم تأليف.. أكيد ليهم سبب, أو هدف. 

المشكلة مش في كل ده, اللي أزعجه انه كل ما يرجع آخر اليوم لعزلته ويفكر, ميلاقيش حاجة..بيلاقي فراغ, بيلاقي ولا حاجة..عالم فاضي من جوا هو نفسه مش موجود فيه, حاسس انه بيتفرج عليه من برا وبيحاول يضيف حاجات للعالم ده لكن بيفشل.. بس هو حاسس انه كان جوا قبل كده. ميعرفش.

مرحلة تانية.. حواره كان بينه وبين اشباح, لسه بيعرف ينطق, لكن بينطق كلام هو مش فاهمه, كلام ميعرفش إذا كان هو فعلا اللي بيقوله,  ولا كائن مرافقه في كل مكان بيسمع ويسجل ويكتب اللي بيشوفه وبيسمعه, ناس فاهماه وناس شايفة معنى لكلامه وهم دول سبب استمراره, لكن ناس قليلة حاولت توصل لسبب كلامه, وناس قليلين "جدا" اللي قربوا من مصدر كلامه جواه.. بس لقوا حاجز مانعهم ومخبي المصدر.. سألوه عن الحاجز ده قالهم معرفش مين اللي بناه ولا امتا اتبنى.. بس هو عارف الظروف اللي اتبنى فيها. 

مش سعيد ومش حزين, بيكره البحث عن السعادة والبحث عن الحزن, مش شايف ان حاجة منهم غاية, مفيش انسان متحكم في حاجة في دول, فقط الراحة هي الأمل الوحيد اللي بيدور عليه وتقريبا فقده كليًا, فقد الأمل مش الراحة**. 

مشاعره متباعدة جدا, بيحب اوي وبيكره أوي, بيعرف يتكلم كلام يريح غيره, بس بيتعبه هو أكتر, في نوع معين من الشخصيات بيعرف في لحظة يدخل جواهم ويدور ويبحث ويكلمهم بالكلام اللي هم مش عارفين ينطقوه, لدرجة انه تمكن من الكلام ده من غير حتى ما يدخل جواهم.. حفظهم خلاص, مش موهبة, ومتعلمهاش, ولا حتى هو فخور بـ ده, لأنه في يوم ما أذى ناس بسبب ده, وفي معظم الأيام كان بيأذي نفسه بسبب ده.

كل مقومات القوة سببتله ضعف.. صوته دايما كان واطي, لكن صوت عقله أعلى.. لكن مش مسموع! جايز يكون مش مفهوم.. أو صوت عالي لكن واصله هو بس.. مقدرش يحدد, دايما كان بيفرح ظاهريا بفهمه لمعظم الي بيحصل حواليه, وكانت مرحلة سعيدة بس مطولتش, اللي مطولش مش فهمه للي حواليه لأ هو لسه بيفهم, لكن اللي مطولش السعادة بوجود الفهم ده.

كتير اوي الناس اللي حواليه صنعوله السعادة وقدموهاله, لكنهم كانوا بيغطوا بيها هموم..مش بيقتلوها.. هو فقد الأمل في معرفة ما وراء الحواجز اللي جواه لكنه عنده لسه أمل يهدم الحواجز دي على اللي وراها.. ومش هامه يعرف لكن هامه يهدمها.. شاف الحياة في يوم رسالة تتساب في وقت من الأوقات, مجرد مالرسالة توصل صاحبها بيرتاح, في ناس رسالتها وصلت بعد ما ماتوا بكتير, وفي ناس رسالتها موصلتش واتدفنت معاهم,, 

عايش بيحاول يرسم لوحة من يوم ما ابتدى يفكر, فضل فترة كبيرة سايب اللوحة فاضية, ابتدى يلون فيها على طول.. محبش يرسم قبل ما يلون, الألوان معاني.. واحدة واحدة ابتدت تبوظ منه لكن شاف في العك اللي عكه فيها بعض المعاني اللي مكانش واخد باله منها, ابتدى يستغلها ويكمل عليها.. يمكن اشتكى ف يوم ان اللوحة ورقها مش حلو, والالوان مش بتلون حلو, لكن الألوان عادية واللوحة سليمة.. كل ماللوحة تبوظ أكتر كل ما يشوف فيها ألوان جديدة ومعاني جديدة.. بيحس ف أيام ان اللوحة دي لازم تتقطع ومتكملش.. لكن معندوش لوحة تانية يبتديها من الأول.

كل اللي مكتوب فوق ده كلمات نطقها في لحظات عزلة جديدة, لكن برضو ميعرفش مين اللي قالها, ومش فاهم معناها, ومش عايز يفهم, كتب ورق كتير زيها وقطعه ورماه, لكنه قرر يحتفظ ب دي, عشان فيها بعض الألوان..والألوان معاني. 

المشاعر اللي بيحملها لكل انسان قرأ الكلمات دي هي مشاعر شكر.. ومشاعر أسف. 

امضـــاء: مجهول. 

Saturday 10 March 2012

هي

لم يرها من قبل, ربما كثيرا ما أحس انه قد لا يراها ابدًا.
لكنه لم يريد ان يراها شكلاً.. فقد رأى كل شيء في مخيلته.. رآها بقلبِهِ. أو إن صح التعبير رأى قلبها.. ورأى كل ذلك قبل أن  يعرفها.. بمعنى أدق كان يبحث عنها.
كثيرا ما فضل الكلام وربما "استسهله" في بعض الاحيان وغالبا كان يكثر من تحليله لتفاصيل شخصيته وشخصيات من حوله..
بدأ في فترة معينة بالبعد عن كل ما هو مألوف ومحبوب لدى الكل.. كان شعور تلقائي يأتي اليه مجرد ان يشعر ان الناس تبالغ في الاعجاب بشيء ما.. ابتعد تدريجيا عن موافقة الاغلبية وبدأ يوم بعد الآخر يبالغ هو بدوره في ذلك لكنه كان يتعقل ويتوقف للحظة ليحلل مواقفه المتتالية.. 
كثرة حديثة عن الأشخاص كانت تزعجه بالنسبة له فقط, والآخرين كثير منهم من نافقه, وقليل من وافقه عن اقتناع.. 
ربط كل شيء في حياته بالمنطق وبعقله ونسى قلبه.. كاد قلبه أن يمُت بل أجزم هو في يوم من الأيام ان قلبه مات.. 
إلى أن أتت...
أتت هي ورآها وإذ فجأة شعر انهم ليسوا بأغراب.. في وقت قصير جدا تعرف عليها .. وسرعان ما فاجأته بأول طلب تطلبه منه.. طلبت منه أن يرحل.. أن يختفي من حياتها.. لكنه رفض, لم تكن بشخص جديد انضم لدائرة معارفه ولا صديقة أتت لتذهب فجأة, كان يؤمن بوجودها في الوقت الذي لم تتخيل هي وجوده. 
كثيرا ما وضع نفسه أمام كل شيء وجده فيها.. واتخذ أمام كل شيء موقف معين, لم يتخيل انها ستجمع كل تلك الصفات معا.. مشكلته التي واجهته بها عندما طلبت منه الرحيل.. أنها تجمع الصفات التي كثيرا ما استنكرها ولم يقبل وجودها أبدا.. مشكلته التي واجه بها نفسه, أنها جمعت كل الصفات التي أحبها.. جمعتهم كما رسم تلك الصفات في مخيلته بشكل لم يصدقه.. نسى كل شيء.. واختارها هي. هي فقط. 
ثم أتت لتفاجئه بصفة جديدة من الصفات التي وضعها في مخيلته.. أتت لتواجهه بكل الصفات التي كرهها طوال حياته ولتصارحه بوجود تلك الصفات فيها.. وطلبت الرحيل مرة أخرى.. ليعش لحظة عجز فيها عقله الذي كثيرا ما سانده امام اكثر المواقف التي عادة ما ينتصر فيها القلب.. أتى ليعجز في تلك اللحظة لأنه ظن الكفتين متساويتين..ف أفسح الطريق لقلبه أن يختار.. وبالطبع اختارها هي. هي كما هي. 

دق قلبه تجاهها.. أحَبَّها.