Saturday 10 September 2011

الحياة باللون الأسود


هل هي الوحدة؟ ام هو الفراغ؟ 
حالة عادة ما تكون بدون سبب .. حالة تخترق الأفق لتأتي اليّ .. لا اعلم سببها .. الجميع يسألني عن السبب .. ماذا بك ؟؟ والاجابة واحدة : لا شيء .. نعم لأنه لا شيء بالفعل .. 
قلبي يثقل بهموم كثيرة .. ان سألت نفسي عن هذه الهموم فقد لا احدد اسماء لها .. او اسباب .. لكني متأكد انني مهموم .. ليس وهما او كابوس .. بل بالعكس تماما .. عندما تأتي هذه الحالة لا اريدها ان تنتهي و كم هي مزعجة اسألة الاخرين .. و كم هو ممتع الجلوس وحيدا .. الشعور بأن الوحدة قاتلة في هذه الحالة هو افضل شعور قد يأتي اليّ .. 
هو ليس اكتئاب أو حالة نفسية ولكنه قد يكون فاصل يفصلني عما احتك به في حياتي من ايام لا يحدث فيها ما له قيمة في اغلب الاحيان .. كم ينتابني شعور ان كل الناس لا تفعل اي شيء يثير الاهتمام وانا في هذه الحالة .. و اكثر ما يثير غضبي او اشتعال الحالة اكثر ان يأتي شخص ليراني مكتئبا فيحاول مداعبتي بنكتة او شيء مضحك .. ولكنه عادة لا يجد رد الفعل الذي ينتظره .. ويقول جملة معتادة ليس لها اي معنى او تأثير .. " كبر دماغك .. مفيش حاجة تستاهل الزعل ! " .. 
بالنسبة لي شخصيا ان اشعر بالوحدة او الحزن اهون مائة مرة من ان اضحك واتفاءل بدون سبب او ان اضحك لمجرد ان ليس هناك داعي للحزن.. او لكي اشعر بالراحة .. اي راحة وانا اضحك وبداخلي ما سوف يقتلني و يغني في اذني : "تضحك على نفسك ولا على مين؟ " .. اي راحة وانا اعلم انني سوف اضحك ما اضحك وسأعود لما بداخلي في النهاية؟؟ .. لماذا يعتبر الناس الضحك المصطنع راحة ؟؟؟ 
أرتاح كثيرا عندما ادخل هذه الحالة واعيش في هذا العالم الخاص بي وحدي واشعر أن ليس هناك من يفهمني .. قد يعتبره البعض جنون اذا حدثته بهذه اللغة ولكني احب هذا الجنون .. نعم اؤمن به واخرج فيه طاقتي التي قد تكون مكبوتة او تكون مكتسبة مما اراه سلبيا في حياتي ولا استطيع تغييره..
هي حالة ليست بالجيدة .. ولا انتظرها ولكنها تأتي فجأة .. ولكني اعود لأخرج من هذا الخيال .. لأعود لهذه الدنيا .. و يمضي الوقت لأنسى و اعود لأرى الناس .. قد يسألوني عما كان بي .. و قد لا يسألون .. و لا اكترث عمن يهتم بهذا .. لأنهم اهتموا ام لم يهتموا .. ف في النهاية لن يصل الاحساس الا لي وحدي .. ولكني واثق كل الثقة .. اني لست وحيدا في هذا العالم الاسود .. هناك الكثيرين .. لست مكتئبا ..  نعم و لست كئيبا .. قد اكون اكثر الناس تفاؤلا فيمن حولي .. لكني لكي اشعر بتفاؤل واشعر بقيمة هذه الحياة .. دائما اضطر للعبور بهذه الحالة..  حالة قد تجعلني امتلك الطاقة والمشاعر الكافيان لتحويلي الى قاتل متسلسل .. او قد تجعلني افقد كل الطاقة والحماس لكي افعل اي شيء .. ولكنها تقرب الي شعور وحيد .. وهو البكاء .. ابكي وكأني ابكي لعام كامل ,, او احول هذه الطاقة لتفاؤل .. يجعلني املك القوة لتغيير العالم .. اختلافي عن غيري .. هو انني قررت ان اعبر عن هذا من خلال صديقي العزيز الذي لا يخذلني ولا اشك فيه لحظة .. وهو قلمي ! 

Wednesday 7 September 2011

رحلة بين ألوان الحياة

مقال جديد واخير في هذه السلسلة وليس الاخير في المدونة ان شاء الله وهو مسمى جديد للحياة التي قد نعتبرها مجموعة من الالوان, وكل واحد فينا بيحب لون, بس مش لازم يكون بيكره لون, لأن كل لون بيمثل لكل واحد فينا حاجة معينة متعلقة باسلوب حياته او روتين معين في شغله او في دراسته او او ..


زي الاحمر بالنسبة لناس كتير ممكن يعبر عن الدم والقتل ويبقى لون مخيف بالنسبالهم, بالنسبة لناس تانية ممكن يعبر عن حماس , عن فريق بيشجعوه (مش عشان انا اهلاوي بس في فرق كتير فعلا بتلبس احمر) , يعبر عن الطاقة اللي طالعة من نار لونها احمر وبتديهم سخونية و حماس , اللون الاسود مثلا مثال اخر .. يعتبره البعض رمز للجدية والخصوصية والرزانة, والبعض الاخر بيعتبره رمز للتشاؤم والحزن , اللون الاصفر لون بالنسبالي رخم بصراحة وبيحسسني بالملل .. بس بيدي ناس كتير احساس بالاشراق والامل .. والنشاط ممكن .. 


في ألوان تانية بتبقى معنوية بتخيم على حياة ناس مننا : لون الحقد,, وهو لون ميتمثلش غير باللون الاسود, بيسيطر كتير على الناس اللي موراهاش غير التركيز مع غيرهم, وكل شغلهم وادائهم في مجالهم بيبقى مخصوص عشان يسبقوا اللي بينافسوه ده او بيحقدوا عليه.. لون الحب ,, وهو لون كل الناس شايفينوا جواهم, مع ان الواقع والظواهر بتقول انه بقى لون نادر في الوقت ده, لون فيه تسامح وتضحيات و رمزه ابتسامة جميلة بتظهر في وش صاحبه دايما.. لون الغضب,, وهو لون يميل دايما للأحمر, وفي معظم الاوقات بيكون لون رافض النقاش رافض اي رأي ومتشبث برأيه, غالبا بيندم صاحبه على نتايج اللون ده, لون الحزن.. لون بيخيم على اللي بيركزوا دايما في التفاصيل, دايما الناس بتهرب منه, واصدقاءه قليلين جدا, بتتعدد اسبابه, وسهل اوي انتشاره في المكان اللي صاحبه متواجد فيه.. لون الفرح,, لون كل الناس بتدور عليه, بيحتاج مجهود كبير اوي مصحوب بصبر, بنشوفه كتير لكن مؤخرا مبيظهرش بشكل كامل, مزيف ساعات, وساعات تانية مصطنع, والمعنى واحد.. 


الالوان عموما في شخصياتنا بتنتج عن صفات اكتسبناها من البيئة المحيطة اللي اتربينا فيها يعني اهلك , قرايبك , جيرانك, مدرستك اللي قضيت فيها اول كام سنة تعليم.. او قصص وقيم اتعلمناها من الناس اللي خبطنا فيهم في رحلة حياتنا بمواقفها الكتير, وكل يوم بنتعلم حاجة جديدة, وصفة جديدة, ونبص للي كان عندنا مش عاجبنا ونحاول نغيره.. مواقف بتعدي علينا وكل واحد بيفهمها بالطريقة اللي بتعجبه, او على قد مستوى تفكيره, ويعمل رد الفعل اللي بيرضيه, انا عايز حاجة غيري عايز حاجة تانية و الاتنين صح بالنسبة لكل واحد فينا, في النهاية كلنا متساويين والدنيا فانية, والحياة ببساطة رحلة طويلة مكونة من شوية محاولات بندور بيها على انسان كامل الصفات جوانا , وبنكمل فيه كل شوية بحاجة جديدة , زي لعبة البازل بالظبط, بس دايما في قطعة ناقصة, ودايما مبنلاقيش الانسان الكامل ده جوانا , عشان ببساطة .. الكمال لله وحده  بس المهم تكون حاولت وعملت اللي عليك واللي يرضي ضميرك, عشان لما عمرك يعدي الخمسين او الستين سنة, متحسش انك ضيعت عمرك عالفاضي. 


أحمد عبد الحافظ

Sunday 4 September 2011

بحر الحياة



حياتنا ببساطة عبارة عن مجموعة من الايام , ايام كتير .. منها الايام الحلوة اللي بنحب نفتكرها, و مبنبقاش عايزينها تعدي وبنبقى شايفين ان مش هييجي زيها تاني .. بس بييجي ,, ومنها ايام حزينة , بنبقى حاسين انها مش هتعدي وبنتخيلها اسوأ نهاية وانو مفيش اسوأ من كده ممكن يحصل, بس بتعدي .. وبنقول الحمد لله انها عدت .. 

ممكن لو فكرنا فيها بلغة تانية .. نقول انها امواج , منها الموجة الكبيرة .. اللي بتعدي علينا كلنا مع بعض في يوم واحد, منها اللي كلنا منقدرش نعارضها , زي موجة حزن في وفاة شخص , ومنها الموجة اللي بتتعارض وهتكلم عن ده قدام , و منها الموجة الصغيرة اللي في مننا اللي بيحس بيها و في اللي مبياخدش باله , الاختلاف مش في الموجة قد ما هو فينا احنا, في مننا اللي بيمشي مع الموجة , وفي اللي بييقف مكانه مستمتع بالموجة بس بيتفرج عليها بس رايح جاي معاها لا بيأثر ولا بيتأثر زي ما راح زي ما رجع, وفي اللي بيرفض الموجة ويكمل في طريقه عكسها وميتأثرش بيها عشان هي ضد رغباته ومش موافقها.

الموجة دي ممكن تكون علاقة بين اب و ابنه قد تكون موجة حنان او موجة عتاب, ودي موجة صغيرة خاصة بشخصين بس, ممكن تكون موجة أكبر شوية و قد تكون موجة فرحة زي ولادة طفل جديد في اسرة  مثلا ودي بتعم فرحة على كل العيلة, و ممكن تكون موجة حزن زي وفاة شخص تزعل عيلة كاملة .. و ممكن تكون الموجة كبيرة بس من نوع تاني .. وكلنا اتعرضناله و هو زي موجة التغيير (الثورة) في ناس كانوا هما اساس الموجة, وناس كانوا مسيطر عليهم مخاوف معينة, بس لما لقوا الموجة نجحت دخلوا مع الموجة, وفي ناس ركبوا الموجة و دي تختلف عن اللي قبلها , لأنهم مشاركوش ومدخلوش في الموجة هما ركبوها بكلامهم وشعاراتهم, بس هما مستعدين يبيعوها في ثانية في اي لحظة ضعف للموجة دي, وفي ناس رفضت الموجة وفضلت رافضة . 

بالنسبالي انا شخصيا , كل ده مش مهم, المهم فعلا انك تكون عارف انت اخترت موقفك من الموجة ده بقرارك انت, و تكون عارف هدفك من قرارك ده, و تكون محدد انت ناوي على ايه لما الموجة اللي بعدها تيجي, عشان متجيش تندم و لما يكون قرارك ده ب ايدك انت و تفكيرك انت , مش هتندم عليه, لأنه لو صح هتفخر بنفسك, و لو غلط هتتعلم منه و هتبقى عارف انك انت المسئول عنه مش هتعلق فشل القرار على حد غيرك. 

يتبع.. 


Saturday 3 September 2011

الحيـــاه لو لعبة



الاسبوع ده هنزل مجموعة مقالات ليست بالطويلة.. ولكنها كلها تدور في نفس الدائرة و تنتهي عند نفس النقطة .. 
وهي مجموعة محاولات لفك طلاسم الحياة .. في رأيي هي ليست طلاسم هي مجموعة من الافكار والتخيلات لهذه الحياة وقد يصعب التعبير عنها او تسميتها باسم معين .. 
هل الحياة مجموعة من الاصوات ؟ مجموعة من الالوان؟ الرحلات ؟ الخلافات؟ الاحلام؟ الرغبات؟ 

قد يعتبر بعضنا الحياة تحدٍ كبير .. و ياخد الموضوع بجد بس يصعبها على نفسه شوية و يدي الموضوع اكبر من حجمه .. نعم الجدية هي الافضل في كثير من الاحيان .. بس عشان تكمل لازم تفصل .. وممكن تعتبر ان الحياة لعبة .. عادي مش مشكلة لو بقت لعبة مانت ممكن تلعب بجد .. ولما بتيجي تلعب لعبة بتبقى مركز وواخدها تحدي برضو .. 
اللعبة دي مبنية على احلام كتير .. منها البسيط جدا ومنها المعقول وفي كمان المستحيل ! المهم ان الاحلام دي موجودة , ومؤمنين بيها, وبنحاول او بنتخيلها بتحصل لو مستحيلة. 
ممكن يكون الحلم بسيط لدرجة انه يكون بنت صغيرة بتلعب بطيارتها الورق على البحر وحلمها ان الطيارة تفضل فوق متنزلش, وان النهار يفضل مكمل ميخلصش , الحلمين اساسهم حاجتين اتنين .. او شعورين .. اول شعور هو الشعور بالمتعة و التاني هو الشعور بالالم او الحزن , كل احلامنا و اراداتنا بتطلع بناءً على الشعورين دول, يعني البنت دي كان عندها متعة وهي بتلعب ومش عايزة متعتها تتقطع ف بتحلم بان الطيارة تفضل فوق وده حلم بسيط جدا ممكن , اما الحلم المستحيل فهو ان النهار ميخلصش , كل ده مبني على الشعور بالمتعة اثناء اللعب .
اما الشعور بالحزن ف ممكن يولد حلم مستحيل زي ان شخص يتمنى عودة حد صديق عزيز عليه فقده, مش مشكلة انه حلم مستحيل,  المهم انه حلم و ميأسش , حلم زي ده هيخلي الشخص الحزين يخرج من حزنه عن طريق انه اول حد هيحاول يهون عليه الفراق و كتر الناس اللي حواليه هيخليه يدور جواهم على اللي فقده في صديقه , والبنت اللي حكيت عليها فوق لما تروح وتكون متضايقة هتلاقي كلمة من كل واحد يشوفها متضايقة و تجمع الكلمات دي و يدوها صبر يخليها تيجي تلعب تاني بكرة, الحياة مجرد لعبة و مينفعش تستسلم لازم تحاول وتحاول .. ومبحبش كلمة "مفيش حاجة تستاهل الزعل" لأ في حاجات فعلا تستاهل, بس زعلك ده لازم يعلمك ويأثر فيك تأثير ايجابي عشان بعد كده بتتعلم دروس من المواقف دي بتولد جواك قيم وحاجات اتعلمتها من كل شعور بالندم شعرت بيه, وكل شخص عزيز عليك فقدته , وكل حاجة كانت في ايدك و محستش بقيمتها الا لما راحت منك , كل ده هيعلم جواك, و في الاخر هتكون خرجت من اللعبة .. ممكن تكون خسرت كتير .. وممكن تكون كسبت كتير .. اهم حاجة انك حاولت ب أول حاجة : شرف , تاني حاجة : قناعة تامة ان دورك في اللعبة دي انت اللي لعبته بشخصيتك مش حد تاني لعبهولك , تالت حاجة : انك قبلت النتيجة , و رابع حاجة : تشوف الناس اللي لعبت معاهم حبوك ولا لأ و دي فعلا الحاجة اللي هتطلع بيها من اللعبة دي.
يتبع .. 

أحمد عبد الحافظ