هل هي الوحدة؟ ام هو الفراغ؟
حالة عادة ما تكون بدون سبب .. حالة تخترق الأفق لتأتي اليّ .. لا اعلم سببها .. الجميع يسألني عن السبب .. ماذا بك ؟؟ والاجابة واحدة : لا شيء .. نعم لأنه لا شيء بالفعل ..
قلبي يثقل بهموم كثيرة .. ان سألت نفسي عن هذه الهموم فقد لا احدد اسماء لها .. او اسباب .. لكني متأكد انني مهموم .. ليس وهما او كابوس .. بل بالعكس تماما .. عندما تأتي هذه الحالة لا اريدها ان تنتهي و كم هي مزعجة اسألة الاخرين .. و كم هو ممتع الجلوس وحيدا .. الشعور بأن الوحدة قاتلة في هذه الحالة هو افضل شعور قد يأتي اليّ ..
هو ليس اكتئاب أو حالة نفسية ولكنه قد يكون فاصل يفصلني عما احتك به في حياتي من ايام لا يحدث فيها ما له قيمة في اغلب الاحيان .. كم ينتابني شعور ان كل الناس لا تفعل اي شيء يثير الاهتمام وانا في هذه الحالة .. و اكثر ما يثير غضبي او اشتعال الحالة اكثر ان يأتي شخص ليراني مكتئبا فيحاول مداعبتي بنكتة او شيء مضحك .. ولكنه عادة لا يجد رد الفعل الذي ينتظره .. ويقول جملة معتادة ليس لها اي معنى او تأثير .. " كبر دماغك .. مفيش حاجة تستاهل الزعل ! " ..
بالنسبة لي شخصيا ان اشعر بالوحدة او الحزن اهون مائة مرة من ان اضحك واتفاءل بدون سبب او ان اضحك لمجرد ان ليس هناك داعي للحزن.. او لكي اشعر بالراحة .. اي راحة وانا اضحك وبداخلي ما سوف يقتلني و يغني في اذني : "تضحك على نفسك ولا على مين؟ " .. اي راحة وانا اعلم انني سوف اضحك ما اضحك وسأعود لما بداخلي في النهاية؟؟ .. لماذا يعتبر الناس الضحك المصطنع راحة ؟؟؟
أرتاح كثيرا عندما ادخل هذه الحالة واعيش في هذا العالم الخاص بي وحدي واشعر أن ليس هناك من يفهمني .. قد يعتبره البعض جنون اذا حدثته بهذه اللغة ولكني احب هذا الجنون .. نعم اؤمن به واخرج فيه طاقتي التي قد تكون مكبوتة او تكون مكتسبة مما اراه سلبيا في حياتي ولا استطيع تغييره..
هي حالة ليست بالجيدة .. ولا انتظرها ولكنها تأتي فجأة .. ولكني اعود لأخرج من هذا الخيال .. لأعود لهذه الدنيا .. و يمضي الوقت لأنسى و اعود لأرى الناس .. قد يسألوني عما كان بي .. و قد لا يسألون .. و لا اكترث عمن يهتم بهذا .. لأنهم اهتموا ام لم يهتموا .. ف في النهاية لن يصل الاحساس الا لي وحدي .. ولكني واثق كل الثقة .. اني لست وحيدا في هذا العالم الاسود .. هناك الكثيرين .. لست مكتئبا .. نعم و لست كئيبا .. قد اكون اكثر الناس تفاؤلا فيمن حولي .. لكني لكي اشعر بتفاؤل واشعر بقيمة هذه الحياة .. دائما اضطر للعبور بهذه الحالة.. حالة قد تجعلني امتلك الطاقة والمشاعر الكافيان لتحويلي الى قاتل متسلسل .. او قد تجعلني افقد كل الطاقة والحماس لكي افعل اي شيء .. ولكنها تقرب الي شعور وحيد .. وهو البكاء .. ابكي وكأني ابكي لعام كامل ,, او احول هذه الطاقة لتفاؤل .. يجعلني املك القوة لتغيير العالم .. اختلافي عن غيري .. هو انني قررت ان اعبر عن هذا من خلال صديقي العزيز الذي لا يخذلني ولا اشك فيه لحظة .. وهو قلمي !