Sunday 26 August 2012

تجَرُّد

تقف أمام مرآتها، في الظلام.. عارية تماما..
لا يوجد سوى ضوء خافت متسرب من الشرفة يجعلها ترى طيفا في المرآة يدل على وجودها..
لا ترى سوى انحناءات جسمها التي ربما تعبر عن أنوثتها.. وربما..
ربما تعبر عن جزء من آلامها..
تقف شاردة.. متسائلة.. 
"هل هذا هو عالمي؟
أم أنني أنا عالم أولئك البشر؟
هل أنا ضيفة هنا؟
هل سأترك المكان وفيه شيء مني أم سترحل ذكراي برحيلي؟
هل أنا هنا لأحزن وأتألم؟
هل هناك سعادة كاملة في مكان ما؟ 
هل سعادتي... موجودة ولم أجدها؟
أريد أن أجدها..
أريد أن أجدني."

 ثم تحتضن نفسها.. وضع الجنين.. تترك آلامها بعيدا وتتجرد من كل ما يقيدها. لتتأمل اللا شيء. آملة أن تجد شيئًا.. تتلهف عليه.. فهي فقدت الاهتمام بكل شيء.. لم تعد هناك أشياءً تجذب انتباهها وتثير لهفتها لهذه الدرجة.. كل شيء أصبح متشابه..
وكل شيء جميل.. يأتي ليذهب. 

 ربما تصل إلى ما تبحث عنه. وربما هي فقط.. تأخذ قسطا من الراحة في عزلتها عن هذا العالم القميء. عزلتها بداخلها.
وكأنما ابتلعتها روحها منذ فترةٍ ليست بقليلة.

No comments:

Post a Comment